الديوان الأخير..


نبيل شوفان



أشعر جدا،
لو خفضّتِ جنح الكحل لوحمة ظلّك أزرقَ من جفنيك العلويين، وأشعر جدا لو حركت جبل الضوء على عينيك العاشقتين، وأشعر جدا في زنبقة الماء على خديك ترفُّ ولا تنحاز سوى للدفء، وأشعر بالفيروز يميل لنِيلي مختبئا كالصمت يغني، وأشعر أن للغزك رمشا يغمز من أقنية مجال الشك وقرطك يسكنه الجني يهز القرص الدوار بساعة قلبي الميّت، وأرى دربا يفضي حتى الفضة خارج أنفك يدخل جوف الوشم ويخرج خطافا للصيد وأنا داخلَ أرضك
عانقيني..
تعاليلي ببستان عيد ما له أزهار، متصل العروة بالجلد، وبخيط الشريان الأزهر، يجذبني اللابستان ولا حمالة قهر تفرض قانون اللهفة في شمسِ حواسٍ، رعبٌ قمريٌ يقبض نار ملاقط حضنك، ثرثارٌ يتعرى شِعرا أو يتصبب عرقا من جبهة كعكة خلق شبعت في أفران الرب، وكَنزة صوف منك عليّ وما عليها من عناصر كونِك أنثى مفلتةً من خوارزميات البحر المتسلط فيك حتما موطئُ للعمقِ، وقدرة بلعٍ لا تبالي بشرقي، ولست أصدّق دونكيشوتية حوضك المحارب إن ملّ رقصاً للمرآة؛ فليرقص لي..
أنا اللحم الحيّ
تدخلي بقصيدتي أو أدخليني شعرك حتى نعيد تشكيل الحروف لربما قلت لها يا سيدي، وانتظرت عينيها وما فهمتُ جوابها لكنها مفضوحة يا سيدي بالأمنيات، من قبيل لا أريد أن أموت، ولا أريد للسفينة أن تفوت، وأرغب في انتثار قصيدتي رز الفرح في حفل توقيع الجنون
أرغب أن أطعم اللغة النخلة لسنبلة تتعملق، والحنين حنينَه، وأن أحضر الأرواح تكملة لنصٍ بمقبرة
و”أبحث عن حب آمنٍ” ألمحت وكأنني مكتب تأمين القلوب. ناولتها شغفي والذئاب حولنا كيف يبالغ الله في آياته، أبطئ يا سيدي سفينتك، نحن لدينا تذكرة..

ولعلني أجد الطريق لالتقاط زندها فأشدّها نحو العبور إلى السدى وكأننا نغزو الهدى في قرن خاطفة الجناح، وما أنا لكنه حوَلُ الغزال بعين فراشة المورفو برأس أنف أفروديت شَدّني، وكأنها بغضون شمس الصبح جاءت مزهرة

يا أفروديت، أنثر الشعر لذات الشعر، حيلتي في جعل ما يسمى “عالقا” شعرا يطير، في جعل قلبي يستنير، في جعل هيثم يطوي جناحيه الندى ويرسم الإعصار في وحش الزفير.. أكتب الشعر كغيمة تمشي ولا تمشي إذا راقَبْتها، ووسيلتي حتى أغني للنوايا حسنها، للسمر أكتب، للقطوف وللظروف، وللعناق وللفراق، وللخطايا والوصايا، وارتباكِ الصدفة الأمثل بنوافذ الإيمان، لوجوه العابرين على ظلالي أنسج الطرقات أتبّع ظلهم باللمس، وللتوحد في خطى غار برأس أنثى عاشقٍ لم يقفل يوما دائرة فرجار أعرج، متتاليات لا تقبل القسمة، نصف ذاكرتي تبخر، والنصف الباقي هامش للنسيان..

حاولَ كسر القاعدة، ولم أتذكر في كلا الذاكرتين بقيت صبيا والمعضلة في أنني إذ أكثر الحب أكثر الشعر وأشرب نفسي، وأبعد من ذلك أسهو، فأجد وقتا لأبحث عن أسماء لقصائدي، وقد أبالغ كي أعطي المعنى بدّا من نسبة الذهب*، وكيف يؤمّن الحب يا أميرة، وكيف أحب ولا، وكل شيء يعجبني، أنت، وهدوئك ونقيضُكما، وهن، وأنا، متواطئا مع طوفان فضيلة جنزر نفسي العاهرة، وحتى يجترح الله معجزاته ألتحف الشمس في وجهي غرام رائحة البحار تحكّ إبطها بالرمل تغني من قبيل العاصفة، غربلها التأمل والتمهل والموسيقى والحياة في باريس حتى صرتُ نسائم في الصبح تنهض من نشاط النفض في وتدٍ يحب النقر باسم الورد، ويبلغ كذبة النيسان من شغف المطر.
أنا وأنت والشجر
نحتمي بالأرض وبعمق غرسنا في سكين لحنِ كتف أزهر رغبةَ ما بين قوسين (عرسٌ أنا، أنت القمر) ديوانا أخيرا.

أضف تعليق

موقع ويب مدعوم بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑